"براشوت" الملكة إليزابيث يخطف الأضواء في اوليمبياد لندن
29 يوليو 2012 الساعة 1:51 مساء
خطفت الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا العظمى الأضواء فى حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية التى تنظمها لندن فى الفترة من 27 يوليو وحتى 12 أغسطس المقبل، بعدما نزلت دمية إلى أرض الملعب تعبر عنها، وتجلس بجوار زعماء 70 دولة حول العالم كانوا قد حضروا مسبقا إلى قصر بيكنجهام للترحيب بهم، قبل أن تعطى إشارة البدء لانطلاق الدورة الأولمبية.
وبدأ الحفل تحت عنوان «جزر العجائب» فى الملعب الأولمبى بلندن أمام أكثر من 80 ألف متفرج، بعد 7 سنوات من العمل المتواصل وتكلفته 12 مليار يورو، جاء حفل الافتتاح قمة فى الروعة واستمر زهاء أربع ساعات وكان عبقا بالتاريخ والثقافة الانجليزية، إلا أن الأجواء خارج المعلب كانت على العكس؛ حيث تجمعت أعداد كبيرة من المشجعين لمحاولة الدخول ومتابعة حفل أعظم بطولة فى العالم لما تضمه من احتفالات خلال بدايته، إلا أن الأمن وقف لهم بالمرصاد ومنع دخول أى منهم.وقالت ملكة بريطانيا خلال إطلاق شارة البدء لانطلاق الدورة: «أعلن افتتاح ألعاب لندن للاحتفال بالأولمبياد الثلاثين فى العصر الحديث»، وجسدت الملكة إليزابيث (86 عاما) عادة عائلية؛ ذلك لأن جد أبيها إدوارد السابع ووالدها جورج السادس كانا قد افتتحا الدورة الأولمبية فى لندن أيضاً عامى 1908 و1948، علما بأن العاصمة البريطانية هى الوحيدة التى احتضنت الألعاب ثلاث مرات.وبدأت الحرب مبكرا بين الرياضيين المشاركين؛ حيث يتنافس 10490 رياضيا ورياضية، وفقا لشعار الألعاب الأولمبية الشهير «الأسرع الأعلى والأقوى» فى المنافسات التى سيخوضونها على مدى 16 يوما؛ حيث سيتبارون لحصد نحو 900 ميدالية منها 302 ذهبية فى 28 لعبة معتمدة رسميا فى الألعاب.ورصدت «الوطن» وجود تنبؤات بمنافسة شرسة بين الصين وأمريكا فى إشارة إلى صراع الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين لحصد ميداليات الدورة بعدما حصدت الصين المركز الأول فى الدورة السابقة وانتزعته من الولايات المتحدة، وحصدت الصين فى بكين 100 ميدالية (51 ذهبية و21 فضية و28 برونزية) مقابل 110 ميداليات للولايات المتحدة (36 ذهبية و38 فضية و36 برونزية)، وجاءت روسيا ثالثة ولها 72 ميدالية (23 ذهبية و21 فضية و28 برونزية).ولم يخلُ الملعب الأولمبى من الإشارات حول الحرب الرياضية بين الدولتين فى مختلف الألعاب، وإن كان الجميع يتوقع استعادة الولايات المتحدة لمكانتها، خصوصا أن الصين فقدت الكثير من قوتها بعد أولمبياد بكين.وجاءت البداية عبر الجرس الأولمبى ومشاهد من حياة الريف البريطانى ثم تبعتها مشاهد مختلفة تشير للتاريخ والتراث البريطانى العريق مثل الثورة الصناعية وخدمة الصحة القومية إضافة لفقرات تشير إلى بعض الأعمال الفنية مثل هارى بوتر وغيرها.وتحولت المراعى الخضراء التى ظهرت فى الفقرة الأولى إلى قمائن عالية وضخمة لتشير إلى الثورة الصناعية وتعالت أصوات نحو ألف طبلة قبل أن يتوقف قرع الطبول مع بدء فقرات تشير للحربين العالميتين الأولى والثانية.وبعدها جاءت فقرات تشير لصناعات الصلب، ورفعت حلقة معدنية ضخمة بعد ذلك فى الهواء لتشكل مع أربع حلقات أخرى الحلقات الخمس للعلم الأولمبى.وجاءت الفقرة الخلابة عبر مشاهد مصورة كفيلم قصير عندما التقى الممثل العالمى دانيال كرايج، الذى يلعب أدوار جيمس بوند حديثا، مع الملكة إليزابيث فى قصر باكنجهام واصطحبها بطائرة مروحية إلى أعلى الاستاد لحضور الحفل.وبعدها بدأ دخول الملكة إليزابيث إلى المقصورة، وفى نفس الوقت دخل البلجيكى جاك روج، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، من باب آخر ليلتقى الاثنان فى المقصورة.ونال أسطورة الملاكمة الأمريكى السابق محمد على كلاى لحظة أخرى مجيدة مع الدورات الأولمبية؛ حيث حمل العلم الأولمبى فى حفل الافتتاح بعد 16 عاما من نجاحه فى إيقاد المرجل الأولمبى لأولمبياد أتلانتا 1996 فى مشهد سيظل محفورا فى تاريخ الدورات الأولمبية، خاصة بعد ما أثاره من جدل بسبب معاناة كلاى مرض باركينسون (الشلل الرعاش).وشاركت البعثة المصرية فى طابور العرض بعد انتهاء أزمة الملابس المضروبة التى هدد إثرها اللاعبون بعدم المشاركة فى الحفل؛ حيث حمل لاعب الجودو هشام مصباح العلم المصرى خلال الطابور، وقال مصباح: شعرت بالفخر كونى مصريا، وأنا أسمع اسمى ضمن هؤلاء الأبطال الذين يحملون أعلام أوطانهم، إنه تكريم على جهد، وأتمنى أن أقدم شيئا جديدا لمصر خلال البطولة وأن يرفع العلم المصرى من جديد بميدالية هذه المرة.